الاردن،عمان
استضاف برنامج “عمل أفضل – الأردن” وجمعية مصدري الألبسة، الإكسسوارات، والمنسوجات الأردنية في نوفمبر الماضي المنتدى السنوي الـ 13 لأصحاب المصلحة، الذي أجمع على ان تحسين ظروف العمل في قطاع صناعة الألبسة سيعزز تطورها المتنامي وسيجذب مزيدا من العمالة الأردنية.
المنتدى، الذي عقد عبر الانترنت على مدار ساعتين ونصف، ناقش سبل تحسين ظروف العمل في المصانع، خلق بيئة عمل خالية من العنف، التحرش، والتمييز في الأجور، وتوفير مساكن لائقة للعمال والعاملات في القطاع.
وناقش المشاركون والمشاركات استراتيجية وطنية تهدف إلى تدعيم بيئة الأعمال والقدرات المؤسسية في القطاع، وزيادة صادراته، إضافة إلى تعزيز صوت وتمثيل العمال والعاملات في القطاع وسوق العمل ككل.
نمو قطاع صناعة الألبسة
توسعت صناعة الألبسة في الأردن خلال الـ 15 سنة الماضية، إذ أسهم توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين الأردن والولايات المتحدة الأميركية عام 2000 ودخولها حيز التنفيذ عام 2010 في تعزيز إنشاء شركات ألبسة لمصانع داخل المناطق الصناعية في الأردن لإنتاج مجموعة من أشهر العلامات التجارية العالمية.
السفير الأميركي في الأردن، هنري ووستر، قال خلال المنتدى ان “النمو في قطاع صناعة الألبسة مفيد للأردن، ومفيد لشعبه”. “قطاع صناعة الألبسة مصدر للعملات الأجنبية، ويوظف عشرات الآلاف من العمالة … عزز أيضا نمو قطاع الألبسة كذلك رفاه وسلامة العمالة. تطبق الجهات المشترية الأميركية، والمصنعة الأردنية معايير دولية، وتتعاون مع وزارة العمل لتحسين ظروف العمل، بمساعدة فنية من منظمة العمل الدولية / برنامج عمل أفضل – الأردن، ووزارة العمل الأميركية.”
وزير العمل الأردني، نايف استيتية، قال ان تداعيات الجائحة خلقت إلى ظروف استثنائية أثرت على العمالة وجهات العمل، ورفعت من معدلات البطالة في الأردن، مما شكل تحديا أمام الحكومة الأردنية ل وشركائها الذين سعوا لإيجاد فرص لمساندة جهات العمل والعمالة.
يرى عضو مجلس إدارة جمعية مصدري الألبسة، الإكسسوارات، والمنسوجات الأردنية، والمدير التنفيذي لشركة الأزياء التقليدية لصناعة الألبسة (Classic Fashion Apparel Industry)، سانال كومار، ان “التكيف الهائل الذي أظهره قطاع صناعة الألبسة خلال الأزمة الصحية العالمية كان نتيجة للجهود الجماعية للشركاء في القطاع وكذلك للحكومة الأردنية”، لافتا إلى أن “أرقام نمو الصادرات في عام 2021 واعدة”.
استراتيجية وطنية
يتعاون برنامج “عمل أفضل – الأردن” وشركاؤه المحليون وغيرهم من أطراف المصلحة على تطوير وتنفيذ استراتيجية وطنية لقطاع صناعة الألبسة مدتها 10 سنوات وتركز على تحقيق هدفين رئيسيين: تنمية وتعزيز رأس المال البشري الأردني؛ وتحسين
بيئة الأعمال، بما في ذلك الشفافية، الوضوح، والإنصاف.
القادري دعا الجهات الصانعة للقرار إلى “دعم الاستراتيجية، وتفهم خصوصية الشركات الصغيرة والمتوسطة”، مؤكدا “التزام غرفة صناعة الأردن بالعمل على تنفيذ أهداف ومتطلبات الاستراتيجية وتقديم تقارير دورية عن هذا، وعن أي معوقات” لخطة العمل هذه.
نائب رئيس مجلس إدارة مجلس إدارة جمعية مصدري الألبسة، الإكسسوارات، والمنسوجات الأردنية، ومالك شركة “هاي تك” لصناعة الألبسة (Hi-Tech Apparel Industry)، علي عمران، قال إن مصانع الألبسة “تبذل جهودا في زيادة معدل توظيف العمالة الأردنية”. “ينبغي الأخذ بعين الاعتبار كيفية تعزيز توظيف الأردنيين والأردنيات في مصانع الألبسة عبر إدخال صناعة الألبسة في مناهج الدراسة الجامعية. توجد فرص كبيرة في خلق مناصب للعمالة الأردنية في الإدارة الوسطى في المصانع، وهذا ما ينبغي ان تركز عليه المصانع”.
يتصدر قطاع صناعة الألبسة أولويات الحكومة الأردنية، بحسب مديرة التنمية الصناعية في وزارة الصناعة والتجارة والتموين، ياسمين خريسات. “الحكومة مهتمة بالتشبيك مع الصناعات المحلية، وتعزيز العلاقات الصناعية، والروابط بين المصانع الصغيرة والمتوسطة والمصانع الكبرى بهدف زيادة طلبات الشراء في قطاع الملابس والمنسوجات المتنامي.”
تعزيز ظروف العمل
منذ انطلاقه عام 2009، يسعى برنامج “عمل أفضل – الأردن” بشراكة مع العمالة، جهات العمل، والحكومة إلى تحسين ظروف العمل وتعزيز القدرة التنافسية لقطاع صناعة الألبسة.
مدير برنامج “عمل أفضل” العالمي، دان ريس، تحدث أثناء المنتدى عن الإنجازات الرئيسية المتحققة في القطاع خلال الـ 13 سنة الماضية، ومنها تحسين ظروف الصحة والسلامة، القضاء على العمل القسري، الحفاظ على علاقات صناعية سليمة من خلال اتفاقيات المفاوضة الجماعية الموقعة بين منظمات جهات العمل والنقابات العمالية، وبناء شراكة قوية مع وزارة العمل.
لكن ريس دعا إلى إلغاء الإفراط في ساعات العمل الإضافي، خاصة في مواسم ارتفاع الطلب على المنتج، والوصول إلى توافق في هذا الشأن بين العمالة وجهات العمل عند مراجعة اتفاقية المفاوضة الجماعية. كما دعا مدير برنامج “عمل أفضل” العالمي الحكومة إلى التشاور مع الشركاء الاجتماعيين ووضع خارطة طريق للمصادقة على اتفاقية منظمة العمل الدولية 1984 (رقم 87) وتنفيذها لتعزيز الحرية النقابية تماشيا مع المعايير الدولية. “لن يتحقق الطموح الجماعي للشركاء من خلال ما يستطيع أن بنجزه برنامج عمل أفضل لوحده، بل يتحقق من خلال المسؤوليات الجماعية للحكومة ومنظمات جهات العمل والعمالة، بدعم من الشركات في سلسلة التوريد،” بحسب ريس.
ممثلة شركة شركة “أميركان إيغل أوتفترز” (American Eagle Outfitters)، ميشيل تيري، أكدت دعم الجهات المشترية الدولية لرقمنة دفع الأجور، ولتعزيز الصحة النفسية للعمالة، التي “لا تزال تمثل تحديا رئيسيا”. “الشراكة بين برنامج عمل أفضل وجمعية مصدري الألبسة، الإكسسوارات، والمنسوجات الأردنية من أجل تقوية السلامة الهيكلية لمساكن العمالة مؤشر واعد سيؤدي إلى تحسين الظروف المعيشية للعمالة المهاجرة وضمان سلامتها.”
ووستر تحدث عن الفرص المتاحة أمام الشركات الأردنية لزيادة حصصها في السوق، لكنه قال ان “تحقيق هذا يتطلب ان يعالج الأردن قضايا التحرش في أماكن العمل، تحسين ظروف مساكن العمالة، المساواة في الأجور والضمان الاجتماعي للعمالة المهاجرة، تلبية لمعايير العمل والجودة العالمية”.
صوت وشكاوى العمالة
تقول وزارة العمل ان دورها يشمل توسيع نطاق التواصل مع العمالة وتشجيعها عليه، بغض النظر عن جنسيات العمال والعاملات.
“تحسن التواصل مع العمالة. يمكن للعمالة الأردنية تقديم شكاواها (مباشرة) في الوزارة، ويمكن للعمالة المهاجرة زيارة منصة الوزارة الإلكترونية، المتاحة بـ 9 لغات وتقديم شكاوى، بدون الكشف عن الهوية، وستعمل الوزارة على إيجاد حلول عادلة،” وفق مدير مديرية التفتيش في الوزارة، هيثم النجداوي. “الشكاوى المقدمة في تناقص مستمر، وعمليات التفتيش مكثفة لضمان تقليل نسبة ترك العمالة للعمل، وذلك عبر توفير بيئة عمل صحية وآمنة.”
في ختام المنتدى، قدم مدير برنامج “عمل أفضل – الأردن”، طارق أبو قاعود، رؤى عن الإنجازات المحرزة في قطاع صناعة الألبسة الأردنية من خلال شراكة البرنامج مع أطراف المصلحة الوطنية، وعن التقدم في سياق استراتيجية المرحلة الرابعة من عمل البرنامج.
بحلول عام 2027، تتطلع استراتيجية المرحلة الرابعة إلى صناعة ألبسة أردنية مُنافِسة مبنية على شراكة بين أطراف المصلحة، تَدعم التنمية الاقتصادية الوطنية والحَد من الفقر مع ضمان الحقوق الأساسية لجميع فئات العمالة.
“تعزيز صوت العمالة أمر جوهري، فهي تمثل لبنة البناء الأساسية التي تُبنى عليها الجهود. من المهم للغاية إحداث تحول ثقافي في عقلية أطراف المصلحة من خلال تحطيم فكرة الإدارة مقابل العمالة لأن الطرفان في نهاية المطاف موظفان في المصنع”، يقول أميت ماهتاني، الشريك الإداري في شركة “تاسكر” لصناعة الألبسة (Tusker Apparel)، وعضو مجلس إدارة في جمعية مصدري الملابس، الإكسسوارات، والمنسوجات الأردنية.
للاطلاع على محضر الاجتماع من هنا
###