Available in:
English
هذا المحتوى متوفر باللغة
الاردن، عمان
هنادي أسامة تقدر جهدها وعملها الدؤوببن. لم تتردد مهندسة الأجهزة الطبية والأطراف الصناعية في قبول وظائف لا علاقة لها بدراستها الأكاديمية من أجل ارتقاء درجات السلم الوظيفي.
في غضون عامين، تدرجت في مصنع ملابس من مترجمة إلى مساعدة مدير الإنتاج، ومسؤولة عن نحو 275 عاملا وعاملة.
نجحت أسامة (27 عاما)، الحاصلة على شهادتها في عام 2019 من الجامعة الهاشمية، في تطوير قدراتها ومهاراتها المهنية بالرغم كل الصعاب.
لكن رحلتها المهنية لم تكن سهلة في الأردن، حيث لا تزال مشاركة المرأة في القوى العاملة منخفضة عند معدل 14%، مقارنة بالرجل (54%)، وفقًا لأرقام دائرة الإحصاءات العامة الأردنية لعام 2019.
“كنت وعائلتي نقيم في السعودية، ثم عدت إلى الأردن في 2011 وعشت بمفردي لإكمال دراستي الجامعية، التي تكفل والدي بدفع مصاريفها،” تقول أسامة.
في الجامعة الهاشمية، الواقعة في مدينة الزرقاء، شمال العاصمة الأردنية، عمّان، دفع والدها، الذي عمل فني صيانة في مصنع، 1,800 دينار أردني (نحو 2,500 دولار أميركي أو 2,100 يورو) لكل فصل دراسي.
“أصيب والدي بجلطة دماغية شلت أطرافه اليمني، فتوقف عن العمل وعاد إلى الأردن. بدأت البحث عن وظيفة لتأمين مصاريف دراستي وسكني،” تضيف أسامة.
اضطرت أسامة إلى العمل في أكثر من وظيفة، “كمندوبة مبيعات، وموظفة في محال ألبسة، براتب زهيد”، إذ ان البطالة تبلغ بين النساء في الأردن 33.6%، مقابل 21.2% بين الرجال، وفق التقديرات الوطنية للربع الثالث من عام 2020.
تحديات
لجأت أسامة، وهي متزوجة وأم طفل عمره سنة، إلى الاقتراض، إذ لم يكن دخلها كافيا.
“أجلت دراستي لفصول عدة، حتى استغرق الأمر ثماني سنوات. كنت أقوم بدفع قسط فصل دراسي، وأؤجل آخر. في السنة الجامعية الأخيرة، اقترضت من إحدى صناديق دعم المرأة تكاليف تخرجي، البالغة 3,700 دينار.”
بعد تخرجها، عملت أسامة في مصنع الألبسة، في منطقة الرصيفة، بين مدينتي عمّان والزرقاء، وهو من ضمن المصانع المنضوية تحت برنامج “عمل أفضل (الأردن)”.
“تقدمت للعمل في أي وظيفة في المصنع حتى أتمكن من سداد قسط قرضي الشهري، 140 دينارا، فعينت مترجمة لغة انجليزية لمسؤولة كانت تدرب عاملات أردنيات.”
لم تمانع أسامة العمل في مجال مختلف عن دراستها الجامعية، ومع هذا لا تزال معدلات إدماج المرأة في سوق العمل في الأردن من الأدنى في العالم، الأمر الذي يتناقض مع معدلات التخرج الجامعي، إذ تمثل النساء 53% من مجموع خريجي وخريجات الجامعات في البلد.
بعد ثلاث أشهر من عملها، نجحت في كسب ثقة مسؤولي ومسؤولات المصنع، فأصبحت مراقبة في قسم الإنتاج تتابع العملية وتعد تقارير عنها.
“اكتسبت خبرة عن انتاج الملابس، فأعددت دراسة عن تطوير العمل والانتاج تناولت مراحل انتاج الملابس بالتفصيل، الآلات ومشاكلها، وأنواع الخيوط الملائمة،” تشرح أسامة، بحماس.
“قدمت خطة عمل لإدارة المصنع نالت إعجاب المسؤولين والمسؤولات.”
نجاح
بعد ذلك، التحقت أسامة بدورة تدريبية عن الهندسة الصناعية استمرت ثلاثة أشهر بإشراف مباشر من مدير قسم الهندسة الصناعية، وشملت الانتاج والصيانة، والإشراف على إنتاج الملابس.
“صرت مسؤولة في قسم الهندسة الصناعية، وتلقيت دورات تدريبية عدة عن صناعة الملابس، مراحل الإنتاج، القماش، إعداد المنتج النهائي، إدارة المصانع، وتطوير مهارات العمال والعاملات،” تقول أسامة.
“التحقت أيضا في دورة تدريبية في منظمة العمل الدولية عن التقدم الذاتي وتعزيز المسار المهني، ثم أصحبت مدربة في نفس الدورة.”
ترقت أسامة إلى مساعدة مدير قسم الإنتاج في المصنع.
“تطورت وظيفتي ومسؤولياتي، وتحسن راتبي. زادت ثقتي في نفسي وفي قدراتي ومهاراتي. شعرت بدور أكثر فاعلية في أسرتي،” تقول أسامة بفخر.
تقطن أسامة في منطقة ليست بعيدة عن المصنع، حيث تعمل نحو 60 ساعة أسبوعيا. وأثناء وجودها في العمل، تعتني أخواتها بابنها، أسيد.
“استطعت ان أحقق نتيجة مرضية عبر المثابرة على تطوير نفسي، والتدريب والتعلم بجد واجتهاد.”